بدأ خادم الحرمين الشريفين ولايته بخطاب إلى الأمة استهله بقوله " الحمد لله الذي وحد قلوبنا على الإيمان ، وأقامنا على تنفيذ شريعته وإعلاء دينه ، وشرفنا بخدمة بيته وحرم نبيه " .
ومن هنا : ولأن المملكة تعتز دائما بأن ركيزة منهجها الحضاري هي رعاية عقيدة الإسلام وإعلاء كلمته ... ثم التنمية الشاملة والرقي في ظلال شريعته ومبادئه ، فإن أول ما يشار إليه من اهتمامات خادم الحرمين الشريفين وإنجازاته الحضارية التي استقبلتها الأمة الإسلامية بالتقدير والعرفان ، عمارة الحرمين ومشاعر الحج ، وإقامة مُجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، والتوجيهات الإسلامية الثابتة في سائر العلاقات الدولية السياسة والإنسانية على السواء .
فالتوسعات الرحيبة ، والإضافات الجوهرية ، والخدمات المتطورة التي تمت بحمد الله في الحرمين جعلتهما – ليس فقط أكبر وأرقى صرحين للعبادة في الأرض – وإنما كذلك هيأتهما لاستقبال الحشود المتزايدة من الحجيج والعمار والزوار من شتى بقاع الأرض ، دون أن يضيق المكان أو تقصر الخدمات .
أما مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة ، فإنه لم يقدم إلى المسلمين في أرجاء المعمورة – فحسب – ما يتجاوز حتى الآن المائة مليون نسخة من كتاب الله الكريم ، في أصح وأرقى طباعة وإخراج ، وتراجم المعاني بالعديد من اللغات ، وإنما حقق هذا المجمع العظيم الانتشار التام للمصحف الشريف منضبطاً مدققاً ليمتنع بوجوده أي خطأ أو تحريف قد يقع في طباعته في أي بلد إسلامي أو غير إسلامي، لقد تحقق بذلك مظهر جديد من مظاهر حفظ الله عز وجل لكتابه الكريم .
وربما لا يتسع المجال للحديث عن إنجازات المملكة – في هذا العهد الميمون – في مجال نشر الإسلام الحنيف وإعلاء رايته في ربوع الأرض ، بإقامة المراكز الإسلامية الكبرى والمساجد في عديد من العواصم والمدن العالمية ، وإعمار ما يتعرض منها للتقادم أو لآثار الحروب أو العدوان ، ورعاية المحتاجين من الشعوب الإسلامية نتيجة للكوارث أو الحروب والصراعات الداخلية ، كما في البوسنة ، والصومال ، وفلسطين ، وإقامة ما دمرته الزلازل في مصر وفي غيرها من البلدان العربية والإسلامية ، لقد أصبحت حملات الإغاثة الجوية والبحرية ، ووسائل الإعانة والدعم الفورية ، سمة من سماة مواقف المملكة المعروفة من شؤون الأمة الإسلامية .
كما لا يتسع المجال لتناول مواقف المملكة في مناصرة القضايا الإسلامية والعربية في كل مكان .